«حسيبك للزمن» .. من روائع الأغنيات التي شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم عام 1962، وكتب كلماتها الشاعر عبدالوهاب محمد، ولحنها الموسيقار رياض السنباطي، الذي اختلط أسلوبه بأسلوب أم كلثوم، فبدت الجودة في براعة الاختيار لما يغنى، والتخلص من المعاني المكررة، وأحياناً إجراء تعديلات طفيفة على النص، ثم اصطياد التناغم الموسيقي في مقاطع كاملة.
وقال الباحث والمؤرخ الموسيقي الدكتور أسامة عفيفي مدير شبكة كلاسيكيات الموسيقى العربية، إن الأغنية من مقام هزام، وتبدأ باستهلال بنغم شرقي حر متهادي يوحي بالتأني الشديد المنسجم مع الطبيعة العربية في الصحارى كما في الوديان، والتي تتسم في أهم ملامحها بالصبر الطويل والنظر إلى الزمن كغلاف يحتوي حياة البشر مهما كانت التغيرات والتحولات، وأجواء تتلاءم تماماً مع معاني الكلمات التي تترك البشر إلى حساب الزمن.
وأشار, إلى أن أهم ما يميز هذه الأغنية ختام المذهب الذي يتكرر في نهاية كل مقطع، وهو ختام متميز يعبر بصدق عن الموقف الدرامي الحتمي في «دارت الأيام عليك»، وأكد أن السنباطي أمكن له التعبير عن المرحلة الكلثومية من عمره الفني، حتى حين غنت لملحنين آخرين، كان قطار الأغنية السنباطية /‏‏ الكلثومية قد اتخذ وجهته، فتابعه السنباطي بعد 1960 بعدد من الأغنيات الرائعة، ومنها: «حيرت قلبي معاك»، و«حسيبك للزمن»، و«ليلي ونهاري»، ومن كلمات الأغنية: «حسيبك للزمن، لا عتاب ولا شجن، تقاسي م الندم، وتعرف الألم، تشكي مش حسأل عليك، تبكي مش حارحم عيني».